النمو المهني للمعلم
النمو المهني للمعلم |
مقدمـــة : إن الكثير من المعلمين يفترضون أن تحسين عملهم إنما يقتصر على فاعلياتهم داخل غرفة الصف وبالرغم من أهمية ذلك فانه من المعترف به الآن أن ثمة مجالات كثيرة خارج غرفة الصف ذات أهمية قصوى في النمو المهني للمعلم .فنمو المعلم وتحسين عمله يشتملان - فيما يشتملان عليه – على التغير ولكن ما كل التغير تحسناً ، ولضمان حدوث التحسن لابد للمعلم أن يشخص باستمرار كل ما يقوم بعمله وأن يتساءل عن السبب في القيام به وعن كيفية ضمان النجاح . إن النمو المهني للمعلم أو انعدامه لينعكس على طرائقه التعليمية ورغبته في التغير وتحسين علاقاته وكفاءاته الشاملة كمعلم ، إن الذي تتجمد طرائقه وتصبح روتينية لا يصلح للقيادة والتوجيه ، أما المعلم الناضج مهنياً فهو أقدر على تشخيص صعوباته ومواجهة حاجاته وكذلك فهو يضرب مثلاً حسناً في النمو والتقدم يحتذيه ويقتاد به طلابه وكل من حوله . مبررات الاهتمام بالنمو المهني للمعلم : إن عملية النمو عملية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لتحسين الأداء داخل المهنة وتلبية حاجات التغير ، ويرجع الاهتمام والنمو المهني للمعلمين إلى الأسباب التالية : 1- الانفجار المعرفي: إن المعرفة في تغير مستمر وهي في زيادة تقتضي أن يكون المعلم على وعي ومعرفة بكل جديد ومستحدث لأن هذا التغير المعرفي سيفرض تغيراً في المناهج الدراسية التي تقدمها للتلاميذ . 2- تغير المعرفة التربوية: إن المعرفة التربوية تتغير نتيجة لما تتوصل إليه البحوث التربوية والنفسية من نتائج تغير في العملية من حيث أهدافها ومحتواها وطرائقها وتعدل نظرتنا إلى التلميذ وخصائص نموه ووضع المعلم ودوره ومسئولياته . 3- التقنيات الجديدة في التربية: إن ما يستجد على الساحة التربوية من تقنيات تربوية جديدة يتطلب إعادة النظر في بنية النظام التعليمي ودور المعلم ، ويخلق العديد من المشكلات التربوية تفرض على المعلم تطوير طرق تدريسه وخططه وتجديد معلوماته . 4- قصور برامج الإعداد: توجد بعض أوجه النقص والقصور في برامج إعداد المعلم قبل الخدمة كأن يجد المعلم صعوبات في التعامل مع التلاميذ وعدم القدرة على التقويم بطريقة سليمة ، ويتم تدارك ذلك في برامج النمو المهني للمعلمين .هذه بعض مبررات النمو المهني للمعلمين وهي مبررات عامة يمكن استنتاجها من تغير الأوضاع العامة إلا أنه توجد مبررات شخصية تختلف من معلم لآخر في ضوء خبراته السابقة وتخصصه وجنسه وغيرها من العوامل . أهداف النمو المهني وبرامجه : تختلف برامج النمو المهني باختلاف الأهداف وسوف نحدد هنا أربعة أهداف رئيسية للنمو المهني : 1. التأهيـــل 2. العـــلاج 3. التجديــد 4. الترقـــي . أما البرامج المرتبطة بهذه الأهداف فهي : 1- برامج التأهيل : يوجد في مهنة التعليم كثير من الأفراد غير المؤهلين للمهنة وهم ما يسمون " معلمو الضرورة " وهم عادة لا يحملون مؤهلات تربوية أو مؤهلات دون المستوى ، لذا تعقد البرامج لهذه الفئة من المعلمين لاستكمال تأهيلهم والوصول بهم إلى المستوى العلمي والتربوي الذي يتناسب مع وضعهم كمعلمين . 2- برامج العلاج : في كثير من الأحيان يلاحظ وجود قصور معين في أداء المعلمين سواء من الناحية التخصصية أو التربوية ، وتعقد هذه البرامج للتركيز على بعض جوانب القصور المكتشفة غالباً من خلال التقارير التي يرفعها الموجهون للإدارات التعليمية . 3- برامج التجديد : تعقد بشكل دوري لتعريف المعلم بأحدث النظريات أو عند الشروع في تطبيق مقررات جديدة أو نظم إدارية جديدة لتعريف المعلمين لأدوارهم ومسئولياتهم . 4- برامج الترقي : وتعقد غالبا للمعلمين المتوقع ترقيتهم إلى مناصب إدارية أعلى وذلك بهدف تعريفهم بمتطلبات العمل الجديد بشكل يسمح لهم بممارسة المهام التي سيقومون بها مستقبلاً . أساليب النمو المهني للمعلمين : هناك عدة أساليب متبعة في النمو المهني للمعلمين وتختلف هذه الأساليب باختلاف الهدف من النمو المهني وطبيعة الأفراد ومستواهم العلمي ، ويمكن بصفة عامة تحديد هذه الأساليب بالأنواع الآتية : 1- زيارات الصفوف : ويتم من خلالها اكتشاف الحاجة لتنمية العلم مهنياً وتنقسم إلى ثلاث مراحل : أ - مرحلة ما قبل الزيارة : وتشمل المعرفة السابقة عن المعلم . ب- مرحلة الزيارة : ويلاحظ فيها أوجه القصور لدى بعض المعلمين . ج- مرحلة ما بعد الزيارة : علاج أوجه القصور لدى المعلم . 2- أساليب النمو المهني النظرية : ومن هذه الأساليب نذكر : أ- المحاضرة : وتستخدم لتدريس عدد كبير من الأفراد ومن مميزاتها أنها رخيصة التكاليف لكنها تقلل من فرصة المناقشة والجواب . ب- حلقات المناقشة : تفيد بشكل كبير في برامج النمو المنهي حيث يتم فيها الحوار والنقاش وتبادل وجهات النظر للوصول إلى فهم أفضل للقضية التعليمية المطروحة ووضع بدائل وحلول. وتتم عادة بعد إعطاء المحاضرة أو بين أفراد لديهم معرفة سابقة بموضوع النقاش . ج- الندوة : ويتم فيها اختيار بعض الأفراد ممن لديهم معرفة سابقة بموضوع الندوة لعرض خبراتهم على باقي الأعضاء ثم تطرح الآراء للمناقشة للخروج بتصورات معينة حول موضوع الندوة . د- اللجنة : ويقصد بها تقسيم مجموعة من المعلمين إلى لجان تختص كل لجنة بمناقشة بعض جوانب الموضوع المطروح ثم تعرض النتائج على باقي الأعضاء وتنشر في صورة تقرير أو كتيب . 3- أساليب النمو المهني العملية : ونذكر منها : أ- العروض العملية كالتدريب والورش . ب- الزيارات الميدانية المتبادلة بين المدرسين والمدارس . ج- الرحلات العلمية إلى المواقع التي يمكن الاستفادة منها بما يتناسب مع التخصص وهي تساهم في خلق جو ودي ، ويمكن خلالها أن تطرح مشاكل التعلم . د- التدريب المتنقل كأن يأتي المدربون إلى مكان المعلم ليستفيد منهم خاصة في الأماكن النائية. هـ- البعثات . و- المؤتمرات العلمية . 4- أساليب النمو المهني الذاتية : على المعلم أن يتحمل مسئولية تنمية مستواه المهني ولا ينتظر عقد الدورات التدريبية ومن وسائل النمو الذاتي على سبيل المثال : التعليم عن بعد بالمراسلة ، التليفزيون التعليمي ، التعليم المبرمج واستخدام الكمبيوتر ، وهناك التثقيف الذاتي عن طريق القراءة وزيارة المكتبات والاتصال بالمتخصصين في المجال . ويجب أن نشير في النهاية إلى نقطة هامة في النمو المهني وهي زيارات الموجهين وتوجيهاتهم وتعليقاتهم لأنهم يقدمون للمعلم أفضل الخبرات وأنفعها من خلاصة خبراتهم الطويلة . كذلك يجب ألا نقلل من أهمية توجيهات المدرس الأول . إن مسئولية النمو المنهي لأي معلم هي مسئولية المعلمين ككل في مناقشاتهم المستمرة وتناقل خبراتهم التعليمية ، كما أنه تقع على عاتقهم مسئولية رفع المكانة الاجتماعية للمعلم من خلال تحسين أدائهم المهني في مهمتهم التربوية |
تطوير المعلم ( تقويم أداء المعلم عن طريق أساليب التقويم البديلة
| |
إعداد | |
تمهيد |
ورقة عمل مقدمة للقاء الحادي عشر لقادة العمل التربوي
مقدمة :
يعتبر المعلم حجر الزاوية وقائد العملية التربوية ، وأداة التعبير الحضاري في المجتمع ، ولذا فإن عملية تطوير أدائه تحتل أولوية لها أهميتها وخطورتها ، وذلك لأن نوعية التعليم ومستقبل أجيال الأمة يتحددان بدرجة كبيرة بكفاءة المعلمين .
وإن الحاجة اليوم ماسة إلى عملية تطوير شاملة للمعلم في المملكة ، تتميز بالموضوعية والتكامل والتجديد ، والعمق والتركيز والمهنية والوظيفية ، وتتجه بأهدافها نحو التربية المتكاملة التي تدفع بالمعلمين إلى الإفادة من المعارف العلمية والتقنية في عصر الثورة التقنية التي تتميز بالتجديد والتطوير .
ولاتقف مسؤوليات المعلم ووظائفه عند حدودها التقليدية ، وانما يؤمل أن تمتد تلك الوظائف لتشمل تشجيع القدرات الابداعية لدى المتعلمين ، وأن يكون هو أداة للتجديد والتغيير ، وأن يسهم بفاعلية في تطوير أجيال تتقبل التغيير وتقدر على مواجهته ، وأن يكون قادراً على ترجمة مايقدمه من خبرات ومعارف ومهارات الى مواقف عملية مفيدة في الحياة وذات أثر في تكوينهم العلمي وفي حياتهم العملية المستقبلية .
وإن دراسة دور المعلم ، والإلمام بالأبعاد التي تمتد اليها وظيفته أمر له أهميته في تقدير ماينبغي الإلمام به والتدريب عليه في فترة الإعداد المهني ، كما أن له أهمية في اشتقاق المعايير التي تساعد في تقويم عمل المعلمين وتحديد جوانب القوة وجوانب القصور فيهم ، كما تبرز أهميته في إعداد البرامج التي تحقق الهدف برفع مستوى الأداء المهني لهم .
ولعل حاجة المعلم اليوم تتمثل في ضرورة توفر الأسلوب المنصف والمناسب لتقويم أدائه ، إذ أن الزيارات القليلة التي يقابل فيها المشرف التربوي ويناقش بعض الملاحظات العلمية والتربوية لا تكفي ، ولا تغطي جوانب مهمة من الممارسات التعليمية داخل الصف الدراسي . من هنا نشأت فكرة هذه الورقة حول استخدام أساليب بديلة تراعي المتغيرات التي قللت من فعالية الأساليب التقليدية .
التقويم الحقيقي للمعلم (Teacher Authentic Assessment) :
يعد هذا التوجه في تقويم المعلمين من الاتجاهات المعاصرة التي برزت في الميدان التربوي مؤخراً ، حيث ظهر في عام 1984م كبديل عن الأساليب التقليدية ، ويقصد به توثيق كافة أعمال المعلم وممارساته التعليمية المتميزة داخل الصف وخارجه . ويختلف عن الأساليب التقليدية كونه يعتمد على مقارنة أعمال المعلم وممارساته التعليمية الحالية بالسابقة وتحديد مدى تحسنها ، ولا يركز بشكل كبير على المقارنة بين المعلمين .
ويرى مؤيدوه أن معظم أساليب القياس والتقويم السائدة تنظر إلى المعلم نظرة جزئية تفتقر إلى التكامل ، كما يحدث في ممارسات التقويم عن طريق الاختبارات ، والتي تطبقها بعض الدول في العالم على المعلمين أثناء الخدمة ، حيث تركز على معرفة الحقائق وحل مشكلات اصطناعية . لذلك يتبنى هذا التوجه مدخلا جديداً في التقويم يطلق عليه التقويم تقويم الصحائف التوثيقية Portfolio Assessment .
يهدف هذا النوع من التقويم إلى قياس إمكانيات عقلية عليا ويركز على عمليات تعلم مهمة يمكن تنميتها في اطار العمل المدرسي وخارجه ومتابعة تطورها ، ويعتمد في ذلك على صحيفة وثائق تتعلق بالمعلم Portfolio . ويرى بعض التربويين أن هذه الصحيفة الوثائقية تشتمل على جميع الأنشطة أو الأعمال المدرسية المتميزة والمنتقاة للمعلم طوال العام الدراسي إضافة إلى سجل الملاحظات الصفية من قبل المشرفين التربويين والزملاء والإدارة المدرسية، ووثائق حول الدورات التدريبية ، والمؤتمرات ، والندوات أثناء العام الدراسي وغيرها مما يساعد على تطويرمهنته . وبهذا يمكن للقائم بعملية التقويم أن يطلع على مستوى تقدم المعلم من خلال هذه الصحيفه .
أهمية الصحائف الوثائقية للمعلمين :
تعد الصحائف الوثائقية للمعلم وسيلة ناجعة للنهوض بعملية التعليم والتعلم وأسلوب تقويم مستمر لممارسات المعلم الصفية ، علاوة على أنها عملية توثيق شاملة لمنجزات عملية التعليم والتعلم . ففي السنوات الأخيرة تبوأت الصحائف الوثائقية مكانة عالية واهتمام كبير كأسلوب جديد لتقويم أداء المعلم ، ونموذج إبداعي لتطوير عملية التعليم والتعلم .
وعند إعداد الصحائف الوثائقية أو مراجعتها يجني المعلم فوائد كثيرة منها على سبيل المثال:
• توفر الفرصة للتركيز على :
• أهداف عملية التدريس .
• أهمية علاقة المعلم بالطالب .
• فعالية استراتيجيات التدريس .
• الطرق البديلة لتقويم عملية التدريس .
• تبرز طرق التدريس وأساليبه التي يستخدمها المعلم .
• تعرض مهارات المعلم ومستوى نموه المهني .
• توثق عملية التدريس وفاعليتها .
• توفر مادة مفيدة للمعلمين الآخرين حول طرق التدريس .
• تتيح فرصة الحوار المهني بين المعلمين والمشرفين التربويين والإدارة المدرسية حول عملية التدريس ونموها .
وفي مجال إعداد الصحائف الوثائقية وتنظيمها يشير لي شولمان (Lee Schulman) " أنه على الرغم من صعوبة بناء الصحائف الوثائقية لما تحويه من معلومات غير مرتبة يصعب تقدير درجاتها ، إلا أنها أثبتت ارتباطها بالبيئة والواقع للمعلم واستطاعت أيضا أن تصف التدريس الحقيقي بحيث تجعل من الممكن توثيق عمليتي التعليم والتعلم عبر الزمن " وتستطيع الصحائف الوثائقية أن تخدم عملية التقويم بنوعيه الختامي أو الجمعي ، والبنائي أو التكويني ، وذلك بما توفره من معلومات مستمرة ونهائية .
مكونات الصحائف الوثائقية :
تشتمل الصحائف الوثائقية للمعلم Portfolios على المكونات التالية :
• سيرة أعمال المعلم .
• وصف الصف : الصفوف التي قام ويقوم بتدريسها .
• الاختبارات : نتيجة المعلم في اختبار ما ، كاختبار المعلمين ، أو شهادة تأهيل ، أو رخصة المعلم مثلاً .
• مقالة مختصرة حول فلسفة المعلم حول عملية التدريس ، كيف يدرس ولماذا .
• وثائق الجهود التطويرية للمهنة : برامج تدريبية ، مؤتمرات ، ندوات ، محاضرات ، لقاءات تربوية … الخ .
• خطط الدروس المنفذة : ملاحظات أو توجيهات محددة .
• أعمال مصححة لبعض الطلاب: اختبارات ، مشاريع ، واجبات ، أنشطة
• أشرطة مرئية / مسموعة : أشرطة مرئية ومسموعة لدروس صفية .
• سجلات ملاحظات المشرفين التربويين والزملاء وإدارة المدرسة ، وتوصياتهم .
• نسخ وصور لمشروعات وأعمال تم إنجازها . وشهادات التقدير والتميز التي تم الحصول عليها .
وقد أجرى مجموعة من الباحثين من جامعة فلوريدا خمس دراسات نوعية في عام (1995) لتقويم فاعلية الصحائف الوثائقية للتدريس . وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على مواصفات وخصائص الصحائف الوثائقية الفاعلة ، واقترح الباحثون (7) خصائص للصحائف الوثائقية الفاعلية وهي :
• تشمل عينات ممثلة من المحتوى .
• تتضمن بعض المعلومات الفنية حول : المواد المعينة في التدريس المستخدمة ، الدورات القصيرة والطويلة أو المحاضرات التي حضرها المعلم … الخ .
• وجود مقالة عن عملية التدريس من وجهة نظر المعلم .
• وجود شواهد محددة عن الجهود المبذولة لتحسين عملية التدريس .
• توفر مصادر متعددة لدعم فاعلية الوثائق .
• تتضمن شرح توضيحي لجميع الشواهد .
• وجود شواهد محددة ذات قيمة لدعم فاعلية الوثائق .
وهناك مكونات أخرى أكدت عليها واستخدمتها عدة جامعات في العالم ومنها جامعة غرب استراليا باستراليا وجامعة أيوا الحكومية وجامعة جورجيا وجامعة واشنطون وجامعة كلورادو بالولايات المتحدة الأمريكية وهذه المكونات هي :
• مقالة عن فلسفة التدريس أو أهداف عملية التدريس .
• ملخص عن المسؤوليات والأدوار .
• ملخص لطرق التدريس ، والاستراتيجيات وبيئات التعليم التي تم توظيفها لتحقيق تلك الأهداف .
• التغذية الراجعة ، شواهد من آراء الطلاب .
• التغذية الراجعة ، شواهد من الزملاء .
• التغذية الراجعة ، شواهد من الآخرين ( الإداريين ، المشرفين ، الخ)
• تأثيرات التغذية الراجعة ، متضمنة التأثيرات الذاتية .
• توثيق مستوى التحسن باتجاه الأهداف المحددة .
• عينات من أعمال المعلم ، منتجات التعليم (من مفردات المنهج أو أشرطة فيديو إلى أوراق تم إعدادها من قبل الطلاب) ، بحيث تعرض مفسرة ومحللة كي تعكس عملية تعلم الطلاب أو عينة من بيئة التعلم .
• عادات التقويم والتطوير الذاتي .
• الغايات والأهداف للسنوات القادمة .
• شواهد ومناقشات للتطوير المهني للمعلم ، متضمناً الأنشطة المهنية ذات الصلة التربوية ، والخدمات ذات الصلة بعملية التعلم ، البحث ، الإبداع والتجديد ، الإصدارات والمنح الدراسية وغيرها .
• التعرف على الإنجازات في عملية التعلم والتعليم ، تتضمن الجوائز ، أوراق عمل منشورة ، ودعوات عروض وغيرها .
وهناك مفهوم خاطىء بأن الصحيفة الوثائقية للمعلم هي عبارة عن حافظة تحمل وثائق تدريس اصطناعي (غير واقعي) ونتائج تقويم غير صحيحة . وفي الواقع ، هي وثيقة قام بإعدادها المعلم نفسه لتكشف وتصف واجباته ، وخبراته ، ونموه الوظيفي في عملية التعليم والتعلم . وعادة لا يتجاوز حجم الصحيفة (10) صفحات ، إضافة إلى الملاحق .
أنواع الصحائف الوثائقية Portfolios Types :
ولتحقيق أهداف عملية التطوير المهني والوظيفي للمعلم وذلك من خلال تبادل الخبرات بين المعلمين والمشاركة في إعداد صحائفهم الوثائقية وفق الأسس والمعايير المحددة لذلك ، فقد أشارت الأدبيات إلى بعض أنواع الصحائف الوثائقية التي تتيح للمعلمين فرصة الاستفادة منها . ومن هذه الصحائف ما يلي :
1. الصحيفة الوثائقية للمادة Course Portfolio:
تؤدي الصحيفة الوثائقية للمادة عدد من الوظائف . الأولى : أرشيف منظم لمحتوى المادة الدراسية يستخدم كمرجع للمعلمين الآخرين للمادة . الثانية : تكون أداة للتعاون . الثالثة : تكون عنصرا فاعلاً في صحيفة وثائقية شاملة لعملية التعليم والتعلم .
2. الصحائف الوثائقية للتدريس- التحليل الذاتي Teaching Portfolios :
توفر الصحائف الوثائقية ذاتية التحليل معلومات خاصة بالمعلم ، تتيح فرصة تنظيم المعلومات وربطها مع بعض . تتيح أيضا فرصة التطوير والتعديل بما يضيف لها نوعا من الجودة الفنية في العرض وذلك من خلال الجهد المتواصل في المراجعة .
3. الصحائف الوثائقية لعملية التعلم – تفسير الشواهد
Teaching portfolios - Interpreting Evidence
وكما يعرف التربويون فإن الشواهد لا تتحدث عن نفسها ، بل يجب أن تفسر بعناية فائقة، وتقدم بشكل واضح . ومن الشكاوى الشائعة من الناحية الإدارية للصحائف بأنها في الغالب غير مفسرة وغير واضحة .
ويقصد بتفسير الصحائف الوثائقية للتعلم والتعليم ما يلي :
تحويل البيانات المعقدة والمدمجة (خاصة من نمط الرقمية أو× المجدولة) إلى نمط مرئي أو رسومي) .
إظهار العلاقات بوضوح ، خاصة بين× المتغيرات المتباينة .
إبراز عدة أمثلة .×
تفسير النماذج المهمة وتوضيحها× .
استخدام الأمثلة الاستطرادية ، وربما بنمط قصصي .×
توضيح الأمثلة× الإرشادية .
التعليق على عينات من أعمال المعلم .×
توضيح فلسفة عملية× التعلم والتعليم بما في ذلك الممارسة الفعلية بالتفصيل .
صيغ الصحائف الوثائقية للمعلم Teacher Portfolio Format :
تتنوع صيغ الصحائف الوثائقية للمعلم التي أشارت إليها الأدبيات في هذا المجال ، ولكي تكون الصحيفة فاعلة فإنها يجب أن تكون منظمة تنظيماً جيداً . وقد اقترحت الجمعية الأمريكية للتعليم العالي ( AAHE) بأن الصحيفة الوثائقية للتدريس لا بد أن تكون :
• مبنية
• ممثلة
• انتقائية
البناء :
لك أن تتوقع كم سيكون للصحيفة من صدى واسع وأثر كبير عندما تكون بمواصفات دقيقة من حيث الإبداع في الترتيب والتنظيم . ومرة ثانية ، فإن ترتيب الصحيفة الوثائقية للمعلم عمل يعبر عن قدرات المؤلف الفنية والابتكارية . ومن وجهة نظر إدارية يصبح توثيق الصحيفة ذا قيمة أكثر ( أو ربما أكثر دقة ) إذا كانت التوقعات بها واضحة أو تتضمن أطر تخدم كأساس يقوم عليه البناء لهذه الصحيفة .
التمثيل :
وبينما يجب أن تكون الصحيفة الوثائقية انتقائية ومتميزة ، إذن فلا بد أن تكون شاملة أيضا . حيث يجب أن يعكس محتواها الإنجاز والعمل وفق ما تحدده مسؤوليات المعلم . وربما تكون الصحيفة فرصة للاحتفال بمنجزات سابقة للمعلم . ففي هذه الحال يجب أن يتم التركيز على أبرز تلك الأعمال والمنجزات . ويتم التركيز أيضا على عرض توقعات وطموحات مستقبلية للمعلم ، كما يمكن أن تركز على المهارات والاستراتيجيات العامة والخاصة للمعلم .
انتقائية:
عندما تقوم بتوثيق منجزات معلم ما في مجال التدريس ، فإنه لا يمكن توثيق كل شيء ، إلا أن الخشية من حذف عناصر مهمة ربما يكون سببا في الميل إلى توثيق كل شي . ومن جهة ثانية ، إذا كانت الصحيفة معدة للقراءة والفحص من قبل الإداريين أو الزملاء أو غيرهم ، فلا بد من تجهيزها وإعدادها لذلك ، أي لا بد أن تكون موجزة لأنها في الحقيقة لا تمثل أرشيفا لجميع أعمال المعلم كما يزعم معارضو هذا التوجه . وكما هو معروف لدى المتخصصين فإن الصحيفة الوثائقية للعمل لا بد أن تتضمن أعمالاً انتقائية لإطلاع الآخرين عليها .وبمعنى آخر المعلومات التي ترصد في الصحيفة يجب أن تكون واضحة وذات صلة وثيقة بمهمة وأهداف الصحيفة (كأغراض النمو المهني للمعلم مثلاً ).
كيف تستخدم الصحيفة الوثائقية للمعلم :
هي أداة تربوية يمكن استخدامها بطريقتين . الأولى : تستخدم كوسيلة للتقويم الحقيقي لفاعلية المعلم من أجل الحصول على رخصة معلم ، أو الوصول إلى قرار تعيين في حالة المعلم الجديد . والثانية: تستخدم الصحيفة للحصول على تغذية راجعة للمعلمين كي تساعد على تحسين عملية التدريس لديهم ، والمستوى الوظيفي المهني لهم .
وكنموذج للتقويم الحقيقي فإنه يمكن أن تلعب الصحيفة الوثائقية المعلم دوراً كبيراً في التقويم الشامل للمعلم . فهناك العديد من الجامعات والكليات ومؤسسات المعلمين الأمريكية تستخدم صحيفة التوثيق للمعلمين لاتخاذ قرارات تعيين لمعلمين جدد . وتستخدمها مؤسسات أخرى بأمريكا إضافة إلى أدوات التقويم التقليدية مثل الاختبارات المقننة وقوائم الملاحظة وغيرها .
ومع استخدام تلك الصحائف لأغراض وقرارات مهمة كمنح الرخص للمعلمين والترقية الوظيفية وغيرها ، إلا أنها لم تحظى حتى الآن بإقرار واتفاق على مستوى العالم . وغالباً ما يكون السبب في ذلك الذاتية الداخلة في تقويم الصحيفة ، والتغاير في المحتويات ، وعدم الإجماع على ما ينبغي أن يعرفه المعلم ، وما يجب أن يكون قادرا على عمله .
أن غالبية استخدامات الصحيفة الوثائقية للمعلم هي ما يهتم بتأهيله قبل الخدمة ، وإيجاد سجل مستمر لنموه . وتوفر الصحيفة وسيلة لتقويم العلاقة بين أعمال المعلم ومخرجاتها .
ويمكن تحديد مجالات استخدام الصحائف الوثائقية فيما يلي :
• تقويم المشرف التربوي .
• تقويم من أجل الحصول على رخصة المعلم .
• المقابلة الوظيفية ، و التقويم من أجل الترقية .
• معلومات للتقديم بطلب منحة دراسية أو أكاديمية .
• للبرامج التربوية التأهيلية للمعلمين قبل الخدمة .
• للنمو المهني والوظيفي للمعلم أثناء الخدمة .
• لتطوير قدرات المعلمين في مجال التعليم والتعلم .
• إيجاد قاعدة معلوماتية لكافة العمليات والممارسات الصفية لتدريب المعلمين .
• التقويم الحقيقي الشامل للمعلم .
تقويم الصحيفة الوثائقية للمعلم :
تخضع الصحائف التي تستخدم لأغراض القرارات الوظيفية إلى تفحص دقيق أكثر منها تلك التي تستخدم للنمو المهني . والسبب في ذلك خطورة العواقب المترتبة على اتخاذ قرارات وظيفية لا تستند إلى واقع موثوق ، قد يرجع في الغالب إلى المرونة والذاتية في إعداد الصحائف .
وبناء الصحيفة عادة ما يكون فريداً في تصميمه لحاجة المعلم كأداة للتطوير المهني ، وتلك ميزة ايجابية . وكأداة للوصول إلى قرار وظيفي (للتعيين) - والذي تتم فيه المقارنة بين المتقدمين من المعلمين ( من مختلف التخصصات ) – فإن المشكلة هنا تتمثل في افتقارها إلى المعيارية في المعلومات الواردة في الوثائق وصعوبة تحليلها . إلا أنه من الممكن توافر المعيارية من خلال طلب مواد محددة في الصحيفة للمتقدم لغرض التعيين على وظيفة أو لغرض الترقية . وهذه المواد التي يمكن أن تتضمنها صحيفة المعلم ما يلي :
• بيان بمسؤوليات عملية التدريس .
• توضيح فلسفة التدريس وأساليبه .
• وصف الجهود التي تساعد على تحسين عملية التدريس .
• مفردات المقرر الدراسي الذي يقوم بتدريسه .
• توضح ممارسات تقويم الطلاب للمعلم .
الأمر الثاني في تقويم الصحيفة ، مشكلة الذاتية في التقويم . لأنه بهذه الصورة يكون تقويم المعلم ذاتي التنفيذ ، ويقصد بذلك أن المعلم هو من يختار الأعمال المميزة التي تتضمنها الصحيفة الخاصة به وهو الذي ينظمها ويرتبها ، وبالتالي فهو الذي يقوم بتقويم أدائه ، ولكن عن طريق آخرين كالمشرف التربوي أو مدير المدرسة . والسؤال هنا هو كيف يمكن أن تتوفر في عملية تقويم الصحائف الشروط الفنية والعلمية كالصدق والثبات في القياس ، مع ضرورة المحافظة على الطبيعة الذاتية الحقيقية لها . وفي الغالب أن الحل هو في استخدام نموذج تقويم ليكارت Likert-type للخصائص (النوعية) المحددة ، والمبني على المكونات الأساسية للصحيفة . حيث تصنف في مجموعات ، مثل تصميم التعليم والتعلم ، وإدارة المواد التعليمية ، والخبرات المتعلقة بالمحتوى الدراسي ، ثم يحدد لكل منها الوزن المناسب .
برنامج تدريبي للمعلمين لتنفيذ الصحيفة الوثائقية للمعلم :
1. تقدم فكرة عامة عن الصحائف الوثائقية للمعلمين وأهدافها وأنواعها واستخداماتها .
2. لا بد من الحصول على موافقة المعلمين وقناعتهم باستخدام الصحيفة ومن ثم حضور البرنامج ، لأن من المهم جداً أن تحصل على موافقة المعلمين على استخدام الصحيفة . فإذا لم تتوثق العلاقة فيما بين الأهمية والفائدة من الصحيفة وبين تطلعات المعلمين فإن المشروع لن يحقق أهدافه . وإذا لم ير المعلمون قيمة للصحيفة فإنهم بالأكيد لن يبذلوا الجهد المطلوب لضمان النجاح .
3. اغرس الانتماء لدى المعلمين ، حيث يجب أن يكون هناك ارتباط وثيق فيما بين المعلمين وبين ما يقدم في البرنامج منذ البداية . أي يجب أن يظهروا الحماسة والانتماء للبرنامج واستخدامه .
4. إيضاح طريقة التنفيذ وأسلوبه ، يحتاج المعلمون إلى معرفة كيفية استخدام الصحيفة ، أي تحديد استخداماتها فيما إذا كانت تستخدم للنمو المهني الوظيفي أو أي استخدام آخر ، حينئذ لابد أن يحدد التصميم المتوقع للصحيفة وطريقة رصد الدرجات أو القيم الكمية المناسبة لها .
5. استخدم نماذج مستخدمة في جهات أخرى ، حيث يمكن أن تكيف بسهولة وتوفر أمثلة حية للمعلمين لتطوير صحائفهم .
6. التركيز على عملية الانتقاء في التصميم ، أي أن الصحيفة لا يجب أن تحوي جميع ما يفعله المعلم ، بل تحوي الأشياء التي تم اختيارها بعناية ، بحيث تعكس وتجسد خبرة المعلم وإنجازاته .
7. التركيز على الواقعية في التصميم ، لأن صحيفة المعلم هي نموذج واحد من نماذج التقويم الحقيقي ، لذا يجب أن تستخدم كجزء من عملية التقويم إضافة إلى المقاييس الأخرى .
تقويم أداء المعلم وتحسينه :
يمكن تقويم أداء المعلمين بطرق مختلفة ، فاليوم - مع الأسف – كل أساليب التقويم تعتمد بدرجة كبيرة على مدخلات تقويم موجهة ، تصنف المعلمين بناءً على مقدار الدرجات التي حصلوا عليها ، وعدد السنوات التي أمضوها في التعليم ، وعدد الدورات التخصصية المهنية التي حضروها. وأخرى تعتمد على آراء ذاتية من قبل معلمين آخرين أو أساتذة جامعات ممن يقوموا بعملية التقويم .
وتعتمد عملية التقويم لأداء المعلم في الأنظمة الجيدة على المقياس الذي يبنى على إجابة تساؤلات فنية مثل : كيف تمت عملية التعليم ، ومتى تمت عملية التقويم ، وما مستوى تحصيل الطلاب . ثم يستخدم برنامج تحليل إحصائي يسمى تحليل القيمة المضافة (Value-added analysis) للتعرف على مقدار ما أحرزه الطلاب خلال عام دراسي ، وبعد ذلك يقوم بتقدير مستوى تأثير كل معلم على تقدم طلابه . وتستخدم النتائج الخاصة بمقدار ما تعلمه الطلاب في مساعدة المعلمين لتحسين عمليات التدريس وتطويرها .
معايير أداء المعلم :
ولقياس مستوى أداء المعلم توصلت كثير من المؤسسات التي تعنى بإعداد وتأهيل المعلمين إلى عدد من المعايير التي ينبغي أن يبلغها المعلم وأن تكون الأساس في تأهيله والترخيص له بمزاولة المهنة كمعلم مؤهل ، وقادر على إدارة عمليات التعلم والتعليم المختلفة . ومن هذه المعايير ما يلي :
• المعيار الأول : مسؤولية المعلمين تجاه الطلاب وتجاه عملية التعليم والتعلم .
• المعيار الثاني : معرفة المعلمين التامة لموادهم التي يدرسونها ، وأساليب تدريسها .
• المعيار الثالث : مسؤولية المعلمين عن قيادة وإدارة عمليات تعليم الطلاب في بيئة تعليمية ايجابية .
• المعيار الرابع : التقويم المستمر لتقدم الطلاب ، وتحليل النتائج ، وتكييف عملية التعليم من أجل تحسين مستوى التحصيل لدى الطلاب .
• المعيار الخامس : مسؤولية المعلمين عن التحسين والتطوير المهني المستمر .
• المعيار السادس : إظهار درجة عالية من الاحتراف .
من الذي يقوم بتقويم الصحائف الوثائقية ؟
أولاً : ينبغي أن يوضع في الاعتبار بأن الصحائف الوثائقية للمعلمين سوف تراجع بمستويات متعددة . حيث يتم تشكيل لجنة أولية من الزملاء في المدرسة أو القسم بحيث تكون وظيفتهم الأولى عملية تقويم بنائية (تكوينية) . وهذه المراجعة ينبغي أن تكون عميقة ودقيقة . فعلى سبيل المثال : لدى قسم علوم الأحياء في بعض الجامعات الأمريكية لجنة لمتابعة فعالية عملية التعلم والتعليم ، تقوم بمراجعة الصحائف الوثائقية ثم تعيدها إلى أعضاء هيئة التدريس (بسرية تامة) وتحمل تقويم ثلاث نقاط قوة لعملية التعلم وثلاث تحديات للنمو في المستقبل ، وهذه هي شواهد الصحيفة الوثائقية . وينتمي لعضوية هذه اللجنة أربعة أعضاء ، أحدهم مراجع أولي ويقوم بفحص الصحيفة بعمق ، والثاني يتفحصها أيضا ولكن دون الدخول في التفاصيل ، بعدها يقوم الأعضاء بمناقشة نتيجة التقويم المتفق عليها.
ويصف أحد الباحثين الممارسات التي تتم في إحدى كليات المجتمع بأمريكا حول الإجراءات التنظيمية لمراجعة الصحائف الوثائقية ، حيث تتم العملية من خلال اختيار عضو هيئة التدريس لزميله الذي يرغب في مراجعة صحيفته ، وعضو آخر يتم اختياره من قبل عميد الكلية . وهذا يحافظ إلى حد ما على التوازن ويقلل من التحيز المحتمل .
وفي كل الأحوال لابد من التدريب الجيد والفعال على طرق وأساليب المراجعة والتقويم لكي يصبح الشخص مؤهلاً لمراجعة الصحائف الوثائقية واتخاذ القرار المناسب .
خاتمة :
إن فاعلية العملية التعليمية والتربوية تعتمد على ما حققه المعلم خلال فترة معينة كأن نقول عام دراسي أو فصل دراسي باستخدام كل ما يتوافر لديه من مصادر للتعلم وتقنيات تربوية وتعليمية . إذ أنه لابد وأن تفيد في النهاية بإحداث تغييرات في سلوك الطلاب . وقد أكدت حركة ما يسمى بالمسؤولية التربوية (المحاسبية) Accountability التي انتشرت في بعض دول العالم أهمية جمع البيانات عن طبيعة هذه التغيرات لتقويم فاعلية المعلم في ضوئها ، كما أشارت بذلك التوجهات المعاصرة المتعلقة بتقويم التقدم التربوي على المستويات الوطنية والدولية Educational Progress . ويرى روادها أن مسؤولية المعلم تكمن في إحداث تغيييرات سلوكية محددة مسبقاً لدى الطلاب ، وبذلك عليه أن ينظم الخبرات التعليمية لهم وفق أساليب تيسر اكتسابهم للمعارف والمهارات والاتجاهات المتعلقة بالمجالات الدراسية ومختلف الأنشطة المدرسية .
لذلك من المهم جداً تقويم عمل المعلم تقويماً ينائيا للتأكد من فاعلية تنظيمه وتهيئته للبيئة التعليمية المناسبة بما يحقق أهداف التعليم . إذ من الممكن اعتماده على التقويم الذاتي للتحقق من ذلك ، كما يمكن أن يعتمد على طلابه في عملية التقويم لترسيخ مبدأ التفاعل الصفي بين المعلم والطالب فيما يخدم العملية التعليمية بطريقة موضوعية وعملية أيضاً . وينبغي أن لا نغفل دور المحكات لفاعلية العملية التعليمية الذي يتم في ضوئها تقويم مدى قيام المعلم بأدواره المتغيرة وفاعلية أدائه . ولا يمكن أن نغفل الكفايات التي يمتلكها المعلم وتمكنه من إدارة الصف والقدرة على التنظيم والإبداع وغير ذلك .
ومما عرضناه في الورقة فيما يخص أحدث وسائل تقويم المعلمين ( الصحائف الوثائقية للمعلمين) وما تتمتع به من شمولية في المعلومات التي ينبغي مراعاتها عند تقويم المعلمين ، إلا أن حداثة هذا الأسلوب قد يحتاج إلى بعض الوقت للدراسة والتهيئة له ثم إعداد البرامج التدريبية المكثفة لتنفيذه . ومع قلة انتشار هذا الأسلوب في العالم إلا أن الكثير ممن عمل به قد تحمس له وأكد على أهمية ممارسته لوفرة المعلومات التي يقدمها بشكل واقعي لمنجزات المعلم داخل الصف وخارجه .